في احدي الليالي الهادئة,ومع سكون الليل,ونسمات الهواء ,استيقظ احمد من نومه في منتصف الليل على غير العادة وجد أخيه محمد ما زال مستيقظا فسأله احمد قائلاً :ما الذي يبقيك مستيقظاَ إلى منتصف الليل والجو بارد؟؟ فرد عليه محمد قائلاَ:أفكر بحبيبتي التي لم أحب سواها,وعيني تتوق لرؤياها,وقلبي وروحي وكلي فداها000
احمد:ومن تكون؟!
محمد:القدس000
احمد:القدس؟؟!!!
محمد:نعم القدس,التي لم نعتاد على رؤيتها سوى على شاشات التلفزة ,ونسمع عن أخبارها في الجرائد والمجلات,مع أن المسافة ليست بعيدة ,والذي يفصلنا جدار,كل يوم تزداد الحفريات تحت المسجد الأقصى,زاعمين بوجود الهيكل,والعلم العربي في عجز مذهل,فهل أصبحت العروبة تسيء إلى عرب اليوم؟؟!
أم عرب اليوم أو الأصح بعض العرب منهم هم الذين يسيئون للعروبة؟؟!!0000
نحن لسنا فقراء نطلب العون والشفقة,لكي يمدوننا بقليل من المعونة كي ننسى القدس من تاريخنا ,فماذا نفعل لكي نكون عرب نفتخر بدمنا الموحد ولغتنا والبيت العربي؟؟ كي لا يستباح دمنا فنطله عند مفارق الرجال؟00000
لكن السؤال الذي يقحم نفسه الآن:عندما دنست قدسنا,وحرق أقصانا,وقتل أطفالنا,وسجن شبابنا,وأهينت كرامتنا00
لماذا لم يحقن شعب من الشعوب العربة قطرة دم واحد من دماء الشعب الفلسطيني ,فما هذه العروبة التي لا تسمح أن ترى أي إنسان عربي يدافع عن كرامته وحريته وعروبته,وبعد كل هذا تسألني ما الذي يبقيك مستيقظا إلى الآن؟
احمد:هون عليك يا آخي,واستبشر خيرا فغدا الجيوش العربية تتوحد وتعيد لنا أمجاد صلاح الدين00000
محمد:تتوحد؟!0000 ما ذي يوحدها إذا كانت مصالحها تلتقي مع مصالح الأعداد؟, ومصالح بقائهم على عرش الحكم وهم مستعدون بالتضحية بأبناء شعبهم من اجل الحفاظ على مناصبهم والبقاء على كراسيهم جالسين
فعندما قام اليهودي الاسترالي (دينيس مايكل)مدعوم بعصابات الجرم الصهيوني المغتصبة للقدس بإحراق المسجد الأقصى المبارك,عندما تم اعتقاله صرح أن ما فعله هو واجب ديني كان ينبغي عليه فعله,أعلن انه قد نفذ الأمر كمبعوث من الله ليس كل هذا وحسب!ففي الأسبوعين الأولين من سبتمبر من عام 2004م أعلن بعد دراسة عميقة ودقيقة من قبل عالم الآثار الإسرائيلي(مائير بن دوف)انه لا وجود لما يسمى هيكل سليمان تحت المسجد الأقصى وبهذا الإعلان تتحطم أكبر أسطورة يروج لها الصهاينة منذ قيام دولتهم عام 1948م ,وفي عام 1980م ألقي القبض على مجموعة يهود متطرفة وبحوزتهم كميات كبيرة من المتفجرات ,كانت تنوي نسف المسجد الأقصى ,وامتنا جالسة لا حراك
وأيضا تعرض المسجد الأقصى في عام 1986م لمحاولة جديدة للاستهداف عندما أقلعت طائرة إسرائيلية وعلى متنها عدة صواريخ مستهدفة المسجد الأقصى ,لكن بفضل الله محاولتهم باءت بالفشل,ولم تقف الحكاية إلى هنا ففي 28 من شهر سبتمبر عام 2000م اندلعت الانتفاضة الثانية عندها حاول السفاح الصهيوني آرئيل شارون أن يدنس المسجد الأقصى وبالفعل دنسه والأمة العربية في سبات عميق,وبعد كل هذا تتأمل من العرب أن يتحدوا؟!!
احمد:ماذا عسانا أن نقول سوى حسبنا الله ونعم الوكيل
احمد:مزقونا ونثروا أشلائنا في كل مكان,وهدموا منازلنا فوق رؤوسنا وبالنهاية يقولون :نحن دعاة سلام ,ندافع عن حقوق الإنسان,ليس هذا فقط بل يقومون باقتحام المنازل العربية القريبة من القدس ويقومون بإجبار ساكنيها بإخلاء المكان فواراَ وإلا تعرضوا للعقوبات ,الذي يسمع كلامهم يصدق ما يقولون لأنهم يحاولون بشتى الطرق والأساليب أن يلفتوا أنظار العالم الغربي حلوه,وينصحه ويضمه إلى صفه ,ولكن الذي يرى جرمهم على ارض الواقع يقول:لكي؟ِ الله يا فلسطين وقلوبنا معكِ يا قدس
محمد:قصة القدس ما زالت مستمرة
تحتاج العديد من الأقلام والقصص والكتب
وذروني أجمل قصتي هذه
بحكام بشرونا بسلام ونظام عالمي
جعلونا نعيش بوهم السلام
يابني قومي اسمعوها
صرخة تدوي في السماء
القدس لن تكون إلا لنا
وستلد أمهاتنا العديد من الرجال
لحماية القدس وتحرير الأوطان
احمد:وبعد كل هذا ليس أمامنا أن نقول سوى
رحم الله امتنا العربية لأنها أصبحت في عداد الموتى
ونقول للقدس
إنا هنا لكي وغدا تقدم الأرواح بالنصر مستبشرين
لا تحزني حبيبتي أن خانكِ الجبناء
إنا قطعنا لكي ناصرين